في صدمة حقيقية تركت 5 ملايين مقيم وأسرهم في حالة ذهول، أعلنت الجوازات السعودية رسمياً تعليق إصدار التأشيرات العائلية متعددة الدخول، مسجلة انخفاضاً مدمراً بنسبة 83% في مدة الإقامة المسموحة من 6 أشهر إلى 30 يوماً فقط. هذا القرار الصاعق، الذي دخل حيز التنفيذ فوراً، يثير تساؤلاً مصيرياً: هل نشهد نهاية عصر التأشيرات العائلية كما نعرفها؟
في مشهد مؤثر يختصر معاناة الآلاف، روت فاطمة الأحمدي، الموظفة الإدارية من جدة: “كنت أعد العدة لاستضافة والديّ المسنين لمدة 4 أشهر للعلاج، والآن أجد نفسي أمام كابوس حقيقي”. أصداء صدمتها تتردد عبر منصة أبشر التي شهدت ارتفاعاً هائلاً في الاستفسارات وطلبات التوضيح. المهندس سالم الغامدي، قائد مشروع تطوير النظام الجديد، يؤكد: “نحن نبني نظاماً أمنياً متطوراً سيحمي مستقبل الجميع، والتضحية المؤقتة ضرورية.” الأرقام تتحدث بوضوح: 5 ملايين شخص – رقم يعادل سكان دولة كاملة مثل النرويج – باتوا رهائن قرار واحد غيّر خططهم بالكامل.
قد يعجبك أيضا :
وراء هذا القرار المفاجئ تكمن استراتيجية طموحة ضمن رؤية السعودية 2030 لرقمنة الخدمات الحكومية بالكامل. د. عبدالله المطيري، خبير قوانين الهجرة صاحب الخبرة العشرينية، يضع الأمور في نصابها: “مثلما تحول البريد من الرسائل الورقية إلى الإيميل، هذا تطور تقني حتمي لكن مؤلم في البداية.” الأسباب الجوهرية تتراوح من تزايد أعداد المسافرين بشكل كبير إلى الحاجة الملحة لرقابة أكثر دقة على المنافذ الحدودية. هذا التطوير يحاكي ما شهدته دولة الإمارات وقطر خلال العقد الماضي، حين طورت أنظمة تأشيراتها لتصبح من الأكثر تقدماً عالمياً.
قد يعجبك أيضا :
التأثير على الحياة اليومية أصبح ملموساً بشكل مباشر: آلاف الموظفين يعيدون ترتيب جداول إجازاتهم بالكامل، والأسر تواجه زيادة حادة في تكاليف السفر بسبب الحاجة لحجوزات متكررة كل شهر. أبو أحمد، المقيم السوري في الدمام، يصف واقعه الجديد: “اضطررت لإلغاء خطط زيارة أهلي بالكامل، والآن أحتاج للتخطيط كل 30 يوماً بدلاً من مرة واحدة في السنة – إنه تحدٍ مالي ولوجستي حقيقي.” لكن خبراء الأمن يرون الجانب المضيء: “سنشهد انسيابية استثنائية في المطارات ورقابة دقيقة تضمن أمان الجميع دون استثناء”، كما يؤكد الغامدي. النصيحة الذهبية للنجاة من هذه المرحلة: تجنب التعامل مع أي موقع غير أبشر نهائياً، والتخطيط المبكر للزيارات أصبح ضرورة حياة وليس مجرد ترف.
قد يعجبك أيضا :
الصورة الكاملة تشير بوضوح إلى أن هذا التعليق المؤقت، وليس الإلغاء النهائي، سيمهد لعودة الخدمة بشكل أكثر تطوراً وأماناً خلال السنة إلى السنتين القادمتين. المطلوب الآن: متابعة حثيثة للتحديثات عبر منصة أبشر الرسمية، الصبر على عملية التطوير المعقدة، والتخطيط الذكي للقاءات العائلية المستقبلية. السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه التضحية المؤقتة بالراحة والسهولة ثمناً عادلاً لنظام أمني متطور يحمي مستقبل 5 ملايين مقيم وأسرهم؟