في تطور صادم هز الوسط الرياضي الأردني، سقط منتخب الناشئين تحت 17 عاماً أمام نظيره الأسترالي بهدف نظيف في ملعب العقبة، ليجد نفسه على حافة الهاوية مع إحصائية مرعبة: 31 من 38 منتخباً سيودعون حلم آسيا، والأردن بات خطوة واحدة من الانضمام إليهم! هدف واحد في الدقيقة 54 قد يحدد مصير جيل كامل من نجوم المستقبل، و6 أيام فقط تفصل المنتخب عن مباراة المصير أمام العراق التي ستكتب فصل النهاية أو البداية الجديدة.
المباراة التي شهدها ملعب العقبة مساء أمس كانت صورة مصغرة للمعاناة، حيث أهدر المنتخب الأردني 4 فرص ذهبية على الأقل أمام مرمى أسترالي محروس بإتقان. أسامة الجوهري وسليمان عليان كادا أن يفجرا الفرحة في الأدراج، لكن الكرة رفضت دخول الشباك في مشهد مؤلم تكرر مراراً. “الحارس الأسترالي كان النجم الحقيقي للمباراة، أحبط كل محاولاتنا”، هكذا وصف محمد الأردني، والد اللاعب أحمد بدران، مشاعر الإحباط التي غمرت الجماهير عندما شاهد ابنه في أول مشاركة دولية ينتهي بهزيمة قاسية.
قد يعجبك أيضا :
هذا التعثر ليس الأول في تاريخ الناشئين الأردنيين، فالذاكرة تستدعي منتخب 1986 الذي خسر بهدف واحد أمام العراق وضيّع التأهل الآسيوي في ظروف مشابهة. السبب ذاته يتكرر: ضعف الإنهاء أمام المرمى رغم التفوق في الأداء العام. د. سامي الكرمي، خبير التطوير الرياضي، يؤكد أن “الفرق بين المنتخبين كان في الخبرة فقط، لاعبونا قدموا أداءً رائعاً لكن الكرة الأخيرة خذلتهم”. والآن، مع 38 منتخباً يتنافسون على 7 مقاعد فقط في النهائيات، كل خطأ يكلف غالياً.
التأثير تجاوز حدود الملعب ووصل إلى البيوت الأردنية، حيث تحول ترقب الفرحة إلى قلق وتوتر. عبدالله العقباوي، من جماهير الملعب، عبّر عن مشاعر الآلاف: “المنتخب لعب بقلب كبير لكن الكرة لم تدخل، والآن كل أحلامنا معلقة على مباراة العراق”. الطريق للتأهل ما زال مفتوحاً، لكنه أصبح أضيق: الفوز على العراق والفلبين شرط لا بديل عنه للوصول إلى نهائيات السعودية 2026. الفرص الضائعة أمام أستراليا كانت مثل الذهب الذي ينزلق من بين الأصابع، والسؤال الآن: هل ستكون مباراة العراق الأربعاء فرصة للانتقام والعودة للمسار، أم ستكون نهاية الحلم الآسيوي؟
قد يعجبك أيضا :
الساعات القليلة القادمة ستحدد ما إذا كان هذا التعثر مجرد كبوة في طريق طويل، أم بداية النهاية لجيل واعد من النجوم. المعادلة واضحة: الفوز أو العودة للوطن بخفي حنين. الجماهير الأردنية مدعوة لحشد صفوفها خلف المنتخب في المعركة القادمة، فالدعم الشعبي قد يكون العامل الحاسم في تحويل الألم إلى أمل. هل سيتعلم الناشئون من أخطاء أستراليا أم سيكررونها مع العراق؟