في قلب مركز الوقف شمال محافظة قنا، ينبض سوق الإثنين بحياة الأهالي واحتياجاتهم اليومية، ليصبح قبلة لا غنى عنها لكل من يسعى لتلبية مستلزماته، هنا يجتمع الناس من مختلف أنحاء المركز والمراكز المجاورة، حاملين معهم توقعاتهم ورغباتهم، ليجدوا بين الأكشاك كل ما يحتاجونه من خضراوات وفواكه ولحوم وأسماك، إضافة إلى المشغولات اليدوية والحرف المندثرة، ومنتجات السيدات كالجبن والألبان وغيرها.
.
.
.
.
.
ويعد السوق أكثر من مجرد مكان للبيع والشراء؛ فهو مساحة اجتماعية يتلاقى فيها الجميع، كبارًا وصغارًا، ليشاركوا في تفاصيل حياتهم اليومية، ويجسد روح التعاون والتواصل بين أبناء المجتمع المحلي.
تاريخ السوق يقول حسن ابو الشيخ، مواطن من مركز الوقف، إن مدينة الوقف كانت في السابق أحدى القرى التابعة لمركز دشنا، ولكن نظرًا لاتساع مساحتها الزراعية صدر قرار يجعلها مركز مستقل، ويعتبر سوق الإثنين هو منذ نشأة الوقف من 1950 أو أكثر.
ويتابع، أن سوق الإثنين منذ نشأته كانت هناك اختلافات كثيرة في الماضي التي تغيرت، بقرار من المجلس المحلي لمدينة الوقف لأنه يخضع لأشرافهم مباشرة كانت أيامه في السابق يوم الجمعة حتى تم تغييره إلى يوم السبت ومن ثم يوم الإثنين وتم عودته بعد ذلك إلى يوم الجمعة حتى ثبت في الآونة الأخيرة إلى سوق الإثنين حتى يومنا هذا، والسوق يشمل بيع الخضراوات والفاكهة والأسماك واللحوم وبعض الحرف اليدوية والتقليدية والمندثرة وبيع الألبان، والأهالي تأتي من جميع أنحاء المركز والمراكز المجاورة منه لكي تقوم بعرض منتجاتها به.
سبب إقامته
ويضيف جمال أبو الوفا موظف بالتأمينات، أن سبب إقامة سوق الإثنين بالوقف، هو بعد المسافة بين الوقف والمراكز المجاورة حيث يصعب على الأهالي التنقل إلى المراكز الأخرى لشراء وسد متطلباتهم من المأكل والمشرب وهو يعتبر شريان الحياة للأهالي بالمركز لأنه يوجد به احتياجاتهم اليومية، وعندما قرر المجلس المحلي نقل السوق إلى حاجر الجبل تم الرفض من الأهالي بسبب بعد المسافة بين المركز والسوق.
ويؤكد علي حسن زيدان، بالمعاش، إنه قد بدأ العمل بالسوق منذ أن كانت الوقف قرية تابعة لمركز دشنا، ويقع السوق في منطقة الدندراوية والمداكير، ومتفرع في الشوارع الجانبية، لأنه ليس ملكًا للأهالي ولكنه في الشوارع العامة وخاضع تحت إشراف المجلس المحلي لمركز ومدينة الوقف مراقبة ومتابعة.
ويوضح، أنه يوجد بالسوق موظف تابع للمجلس المحلي، يقوم بالتجول على البائعين بالسوق حتى يطمئن على سير البيع ومعه دفتر الإيصالات الخاصة بالتجار في السوق، ويأتي الأهالي من جميع المراكز المجاورة مركز دشنا ونجع حمادي والقرى المجاورة لكي يعرضون منتجاتهم في السوق ويعرضون منتجاتهم على المترددين عليه.
ويشير محمد محمود، بائع خضراوات، إلى أنه يأتي من منطقة السماينة، حتى يقوم ببيع الخضراوات والفاكهة في السوق، وأنه يأتي ليلًا ويجلس بالمنطقة المحددة له والذي تعود عليها منذ نشأة سوق الوقف، وأن هناك موظف من مجلس المدينة يأتي بدفتر الإيصالات للتحصيل من التجار لأنه يعتبر خاضع للمجلس المحلي، وليس للأهالي، والجميع يأتي من المناطق بالوقف والمجاورة والبائعين يعتبروا أخوه في السوق ولا يوجد فرق في المعاملة.