في مشهد يقطع القلب، تحولت فرحة أسرة يمنية بالعودة إلى وطنها من رحلة شاقة إلى كابوس حقيقي خلال دقائق معدودة. 4 جوازات سفر… 4 أحلام… 4 مصائر تتأرجح الآن بين يدي مجهول في شوارع عدن، بعد أن فقدت عائلة طاهر أبوبكر أحمد جميع وثائق سفرها فور وصولها من جيبوتي مساء أمس. لحظة واحدة كفيلة بأن تحول عودة الأسرة لوطنها من فرحة إلى كابوس، والوقت يداهم هذه العائلة المنكوبة.
الأب طاهر، الذي يحتضن أطفاله الثلاثة – آدم وأبرار وحسين – بقلب منكسر، يروي مأساته: “الجوازات تمثل أهمية كبيرة للأسرة”. المفقودات تشمل جوازاً أمريكياً للطفل آدم، وجوازين يمنيين للطفلة أبرار وللزوجة، بالإضافة إلى جواز الابن حسين. أبو محمد، عامل نظافة في عدن، يقول وهو يمسح الشوارع بحثاً عن أي وثائق مفقودة: “رأيت عائلات كثيرة تبكي على وثائقها الضائعة، لكن 4 جوازات مرة واحدة… هذا قاسٍ جداً”. الأسرة تعرض الآن مكافأة مالية ضخمة لمن يعيد إليها أملها المفقود.
قد يعجبك أيضا :
كما فقد المسافرون قديماً خرائطهم في الصحراء، تفقد الأسر اليوم جوازاتها في رحلة العودة للوطن. د. علي السقاف، خبير في شؤون الهجرة والجوازات، يحذر: “فقدان الجواز الأمريكي للطفل آدم يتطلب إجراءات معقدة قد تستغرق شهوراً وتكلف مئات الدولارات”. الرحلة من جيبوتي إلى عدن، التي لا تتجاوز 300 كيلومتر، تحولت إلى مسافة لا نهائية من القلق والخوف. كل دقيقة تمر تقلل فرص العثور على الجوازات قبل أن تختفي في متاهات المدينة إلى الأبد.
أم آدم وأبرار، التي طلبت عدم ذكر اسمها، تبكي وهي تحتضن أطفالها: “كنا نحلم بالعودة للبيت، والآن نحن محاصرون بلا هوية”. فقدان هذه الوثائق لا يعني فقط تأخير السفر، بل يهدد بتكاليف باهظة قد تصل لآلاف الدولارات لاستخراج البدائل. فقدان الجوازات كفقدان مفاتيح البيت، لكن هنا المفاتيح تفتح أبواب دول بأكملها. الحملة الشعبية للبحث بدأت تنتشر على وسائل التواصل، والمواطنون في عدن يتضامنون مع محنة هذه الأسرة. سائق تاكسي شاهد الأسرة يقول: “كانوا منهكين جداً، الأطفال متعبون والوالد يحمل حقائب كثيرة، لم ينتبه أن كنزه الحقيقي سقط منه”.
قد يعجبك أيضا :
الآن، والقلق ينهش قلب الأب كما تنهش العاصفة الرملية وضوح الرؤية في الصحراء، تتسابق الدقائق مع الأمل. 4 جوازات لا تزن أكثر من كتاب صغير، لكن قيمتها تعادل مستقبل أسرة بأكملها. خال الأطفال، شمسان علي، يناشد كل مواطن في عدن التواصل معه على الرقم 770702422 عند العثور على أي وثائق. هذه ليست مجرد أوراق… إنها أحلام أسرة تتأرجح بين العثور على الأمل أو الغرق في كابوس البيروقراطية اللا نهائية. هل ستعود الأسرة لأحلامها… أم ستبقى حبيسة كابوس الوثائق المفقودة؟