توبيخ ترامب ورد زيلينسكي.. شرارة تشعل محادثات جنيف حول مستقبل الحرب في أوكرانيا

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


مع انطلاق المحادثات الحاسمة في جنيف بين ممثلي واشنطن وكييف لبحث “خطة ترامب ذات الـ28 بندا” لإنهاء حرب أوكرانيا  وهي خطة تُتهم بأنها تفرض عمليا استسلاما أوكرانيا، اشتعل التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

فبعد ساعات من منشور لاذع نشره ترامب على “تروث سوشيال” اتّهم فيه القيادة الأوكرانية بـ”انعدام التقدير”، سارع زيلينسكي إلى الرد عبر منصة X: “أوكرانيا تشكر الولايات المتحدة، وكل قلب أمريكي، وخاصة الرئيس ترامب، على المساعدة التي بدأت بصواريخ جافلين وأنقذت أرواحًا أوكرانية”.

تبادل الرسائل هذا جاء في لحظة حساسة للغاية، مع دخول الحرب  الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عامها الرابع في فبراير المقبل.

 خطة ترامب: تنازلات كبرى وضغوط أمريكية

الخطة التي صاغها فريق ترامب بالتنسيق مع ممثلين روس، أثارت غضبًا واسعًا في كييف والعواصم الأوروبية. فبحسب التسريبات، تطالب أوكرانيا بالتخلي عن 19% من أراضيها، بما يشمل:
شبه جزيرة القرم
دونيتسك ولوغانسك
أجزاء من خيرسون وزابوريجيا

كما تلزم كييف بعدم الانضمام إلى الناتو، وتخفيض الجيش إلى 600 ألف جندي، وإعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية تحت إشراف دولي، إضافة إلى رفع العقوبات عن روسيا وعودتها إلى مجموعة الثماني.
مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون عبّروا عن خشية حقيقية من أن تربط واشنطن استمرار مساعداتها العسكرية بقبول كييف بهذه البنود.

 أجواء متوترة… وتفاؤل أمريكي

ورغم التوتر الذي أثاره منشور ترامب قبيل المحادثات، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تحقيق “تقدم هائل” خلال جلسات جنيف، مشيرًا إلى تقارب كبير بين واشنطن وكييف حول عدد من النقاط، مع بقاء الخلافات الجوهرية قيد البحث.
ورغم أن ترامب طلب من كييف تقديم ردها النهائي على الخطة بحلول الخميس، أوضح روبيو أن الموعد مرن، قائلاً: “سواء كان الخميس أو الجمعة أو الأسبوع المقبل… المهم الوصول إلى اتفاق سريعًا، لأن الناس يموتون”.

أوروبا تتحرك: اقتراح مضاد “أقل قسوة”

بالتزامن، كشفت مؤسسات الاتحاد الأوروبي عن اقتراح بديل يستند إلى خطة ترامب لكنه يخفف شروطها الأساسية. أبرز ما ورد فيه:
بدء المفاوضات على أساس خطوط التماس الحالية، من دون انسحاب أوكراني مسبق من مواقعها في دونباس.

السماح لكييف بجيش قوامه 800 ألف جندي في زمن السلم، بدل 600 ألف في الخطة الأمريكية.

منح أوكرانيا ضمانات أمنية شبيهة بـ”المادة 5″ في ميثاق الناتو.

الاعتراف بأن انضمام أوكرانيا للناتو يتطلب إجماعًا غير متوفر حاليًا، من دون صياغة تمنع انضمامها تمامًا.

دعم رفع العقوبات عن روسيا وعودتها إلى مجموعة الثماني في حال التوصل إلى اتفاق سلام.

وشددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين 

 على أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم زرع “بذور الحرب المقبلة”، مؤكدة أن لأوكرانيا الحق الكامل في اختيار مصيرها.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً