في 3 ثوانٍ فقط، انتهت حياة أسرة مصرية كاملة على طريق العودة من العمرة المقدسة في مشهد مأساوي هز الوسط المصري بالسعودية. 16 عمرة في 4 أشهر انتهت بكارثة واحدة غيّرت حياة عائلتين إلى الأبد، في تذكير صادم بأن لحظة واحدة من اللامبالاة بسلامة الإطارات قد تقتل أحباءك دون سابق إنذار.
المهندس أحمد عبد العليم السيد وزوجته الشابة وطفلهما الصغير، لقوا حتفهم في حادث تصادم مروع بمكة المكرمة بعد أن انفجر إطار سيارة أخرى فقد سائقها السيطرة عليها واصطدم بهم مباشرة. “أحمد كان أخويا وصديق عمري، كان ونعم الناس، ومن وقت ما سافر وهو بيعمل عمرة كل أسبوع”، يقول أحمد علي عبد الرحمن صديق المهندس الراحل وصوته يرتجف من الحزن. رائد أعمال ناجح حوّل شركته الصغيرة في مصر إلى مشروع طموح في أرض الحرمين، انتهت رحلته في لحظة لم يتوقعها أحد.
قد يعجبك أيضا :
كان أحمد قد سافر إلى المملكة منذ شهر يوليو الماضي بحثاً عن توسيع أعماله، لكن تدينه العميق جعله يجمع بين العمل والعبادة في توازن مدهش. عمرة كل أسبوع أصبحت روتيناً مقدساً له، حتى أن أصدقاءه في مصر كانوا يمزحون معه قائلين إنه يزور البيت الحرام أكثر من بيته. خبراء السلامة المرورية يؤكدون أن انفجار الإطارات يحدث كل دقيقتين على طرق المملكة، لكن أحداً لم يتوقع أن تصل المأساة لهذه الأسرة المباركة.
زوجة أحمد، ابنة اللواء البالغة من العمر 28 عاماً، كانت مثالاً للأدب والأخلاق كما يشهد الجميع، تركت خلفها ذكريات لا تُنسى عن الطيبة والتدين. أما طفلهما الصغير فكان حلم الأسرة المتحقق الذي لم يكمل عامه الثاني. اليوم، بدلاً من التحضير لمشاريع جديدة، تنتظر عائلتان في مصر والسعودية صلاة الغائب بعد صلاة العشاء، في مشهد يقطع القلوب ويذكرنا بهشاشة الحياة وقدسية كل لحظة نعيشها مع أحبائنا.
قد يعجبك أيضا :
هذه المأساة تطرح سؤالاً مؤلماً يجب أن نواجهه جميعاً: كم من الأسر ستُفقد قبل أن نتعلم أن السلامة ليست رفاهية بل ضرورة حياة؟ فحصوا سياراتكم، لا تهملوا إطاراتكم، احموا أحباءكم – فالحياة أثمن من أن نخاطر بها في لحظة إهمال قد تكلفنا كل شيء.