كيف يتشكل مشروع هانز فليك؟

ولأن الانطباع الأول يدوم، لن تقبل جماهير برشلونة بأقل مما قدمه المدرب الألماني هانز فليك في موسمه الأول على رأس القيادة الفنية للنادي الكتالوني، وعلى الرغم من أن ما قدمه المدرب كان يفوق التوقعات، إلا أن جماهير الكرة طالما شاهدت ذلك فلن تتنازل عنه بل وستطالب بما هو أفضل.

وهناك ثقة كاملة من الجانب الكتالوني بمدرب بايرن ميونخ السابق، وتأتي تلك الثقة في محلها، خاصة بعد النظر لما قدمه فليك مع بايرن ميونخ من قبل ومع برشلونة الآن.

وأصبح هانز فليك تحت المجهر وتنتظره أرقام قياسية يجب عليه أن يُنجز أكبر قدر منها، وذلك إذا أراد أن يدخل التاريخ بجيل برشلونة الحالي المدجج بالمواهب الشابة.

والذي يمكن مقارنته في قادم السنوات بأجيال تاريخية في عالم كرة القدم مثل (برشلونة بيب، وريال مدريد زيدان، وأيضًا سيتي بيب وميلان أنشيلوتي)، وعلى الرغم من قوة الأندية والمدربين الذين تم ذكرهم إلا أن برشلونة بقيادة فليك قادرٌ على أن يتم تصنيفه مع هؤلاء إذا واصل العمل بنفس الوتيرة التي بدأ بها.

كيف تصنع مشروع هانز فليك في 5 خطوات؟

الحالة البدنية: أول ما يبحث عنه فليك في مشروعه هو الحالة البدنية للاعبيه، ويركز المدرب الألماني بشكل كبير على التدريبات البدنية التي ترفع من حالة لاعبيه، وهو ما يظهر على الهيئة الجسمانية للاعبين، ويمكنك رؤية ذلك بتصفح حسابات لاعبي بايرن ميونخ وبرشلونة قبل وأثناء تولي فليك تدريبهم

الإصابات: يؤمن هانز جيدًا بأن الإصابات كفيلة بأن تُدمر مشروعه وما يطمح له، وعلى عكس مدربين آخرين قد يُجازف المدرب الألماني بإجلاس أحد نجومه على مقاعد البدلاء، وألا يشارك عندما تكون هناك احتمالية ولو بسيطة لإصابته، وحدث ذلك مع لامين يامال.

الالتزام: يعد فليك أفضل سفير للمدرسة الألمانية في كرة القدم، حيث إن المدرب ينظر لالتزام اللاعبين أولاً قبل النظر لمستوياتهم الفنية والتكتيكية، وقد يقوم بطرد أحد لاعبيه من التدريبات لمجرد أنه تأخر ولو لدقائق معدودة.

الحل التدريجي للمشاكل وليس هدم كل شيء: هناك من يقوم بالبناء من جديد عندما يخوض مهمة جديدة في عالم تدريب كرة القدم، ولكن ما يقوم به هانز فليك هو حل المشاكل بشكل تدريجي وبأسرع وقت ممكن، وهذا ما عانى منه في برشلونة على المستوى الدفاعي، وعلى الرغم من أنه تأخر في حل تلك المشاكل إلا أنه كان يعمل على تقوية الجانب الهجومي بشكل ملحوظ ثم التركيز على الجانب الدفاعي.

الاعتماد على اللاعبين الشباب: في ظل قلق جماهير برشلونة وصعوبة طريق العودة، كان رهان فليك على اللاعبين الشباب، الذين زادت قيمتهم السوقية بشكل مجنون خلال العام الماضي، وعلى الرغم من بعض الهفوات التي حدثت إلا أن إشادة الجماهير بأداء جيرارد مارتن في نهاية الموسم كانت أكبر دليل على نجاح أفكار فليك.

هانز فليك جاء لغرض النجاح لا للتجربة!

تعيين هانز فليك مدربًا لبرشلونة جاء لغرض النجاح لا للتجربة، بعكس ما حدث مع تعيين المدرب الإسباني تشافي، الذي جاء في إطار تجربة لم تكن مضمونة النتائج، ولا يُقلل من شأنه أبدًا.

حيث إن بيب جوارديولا تم تعيينه مدربًا لبرشلونة على سبيل التجربة، ولم يكن هناك من يضمن نجاحه، وبين هذا وذاك عكس تمامًا ما حدث العام الماضي، حيث تم تعيين فليك بعدما سبق له تحقيق دوري أبطال أوروبا مع بايرن ميونخ وإلحاق ببرشلونة نفسه هزيمة تاريخية، كما خاض غمار كأس العالم مع منتخب ألمانيا.

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أرقام المدرب الألماني هانز فليك مع برشلونة وبايرن ميونخ، وما قدمه مع الثنائي في موسمه الأول، وما قدمه مع البايرن في الموسم الثاني والذي تنتظره جماهير برشلونة.

أرقام هانز فليك مع بايرن ميونخ 2019/2020 (أول موسم)

أرقام هانز فليك مع برشلونة 2024/2025 (أول موسم)

أرقام هانز فليك مع بايرن ميونخ 2020/2021 (ثاني موسم)

تفوق هجومي كاسح vs سذاجة دفاعية

قدم الخط الهجومي لنادي برشلونة بقيادة هانز فليك مستوى قويًا جدًا، كما فعل فليك مع بايرن ميونخ، لا سيما أن معه البولندي روبرت ليفاندوفسكي نفسه الذي كان يلعب تحت قيادته في بايرن.

ذلك بالإضافة إلى تألق لامين يامال الذي أراد أن يُثبت نفسه كخليفة للأسطورة ليونيل ميسي، وجاء ذلك بالتزامن مع التحول الذي طرأ على أداء البرازيلي رافينيا.

ولم يجد هانز مشاكل كبيرة مع الخط الهجومي، ولكنه عانى بشكل كبير على المستوى الدفاعي، مع أخطاء تير شتيجن الفادحة في بداية الموسم الماضي قبل إصابته.

وأيضًا مع تذبذب مستوى رونالد أراوخوا وإصابات كوبارسي وكريستنسن وأليخاندرو بالدي، ولم يجد فليك معه سوى إينيجو مارتينيز وجول كوندي، الثنائي الدفاعي الذي قدّم مستويات مقبولة إلى حد كبير الموسم الماضي.

أرقام تكشف انهيار دفاعات فليك في برشلونة مقارنة ببايرن ميونخ!

لا مجال للمقارنة بين دفاع برشلونة الذي يملكه هانز فليك، ودفاع بايرن ميونخ الذي لعب تحت قيادته ومن خلفهم الأخطبوط الألماني مانويل نوير.

وتوضح الأرقام ذلك حيث إن شباك برشلونة استقبلت 72 هدفًا في أول موسم لفليك مع النادي الكتالوني، بينما على مدار موسمين في بايرن ميونخ استقبلت شباكه 91 هدفًا فقط، وهذا ما يعكس الجودة التي كان يمتلكها على مستوى الخط الخلفي مع العملاق البافاري، على عكس عدد الأهداف التي استقبلها في برشلونة في موسم واحد.