ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب مع توقعات بتخفيض الفائدة
شهدت الأسواق المحلية والعالمية زيادة واضحة في أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الجمعة، مدعومة بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي أشارت إلى إمكانية تخفيض قريب في أسعار الفائدة، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تفاصيل الزيادة في أسعار الذهب
صرح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، بأن سعر جرام الذهب عيار 21 قد ارتفع بمقدار 45 جنيهًا، ليصل إلى 4590 جنيهًا. بينما زادت أسعار الأوقية في البورصة العالمية بحوالي 38 دولارًا، لتصل إلى 3377 دولارًا.
كما أشار إمبابي إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 قد بلغ 5246 جنيهًا، وعيار 18 عند 3934 جنيهًا، وعيار 14 عند 3060 جنيهًا، في حين بقي سعر الجنيه الذهب مستقرًا عند 36720 جنيهًا.
أسعار الذهب أمس
جاء هذا الارتفاع بعد تراجع الأسعار الذي شهدته الأسواق يوم الخميس، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 10 جنيهات، ليبدأ التداول عند 4555 جنيهًا وينتهي عند 4545 جنيهًا، كما تراجعت الأوقية العالمية بمقدار 9 دولارات، وأنهت تعاملاتها عند 3339 دولارًا، بعد أن بدأت عند 3348 دولارًا.
الكلمات المؤثرة وخطاب باول
ارتبط الارتفاع الكبير اليوم بخطاب جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، خلال الندوة السنوية للبنوك المركزية التي ينظمها البنك في كانساس سيتي. حيث أشار باول إلى أن التوقعات الاقتصادية والضغوط التضخمية وتباطؤ النمو قد تتطلب تعديلات في السياسة النقدية، موضحًا أن الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو الحياد بمقدار 100 نقطة أساس مقارنة بالعام الماضي، وأن استقرار البطالة يمنحه مجالاً أكبر لاتخاذ خطوات حذرة.
التحديات الاقتصادية
وقد وضح باول أن المخاطر على المدى القريب تبدو معقدة، حيث تزداد احتمالات التضخم في حين تنخفض فرص العمل، مشيرًا إلى أن سوق العمل يعاني من توازن غير تقليدي نتيجة لتراجع العرض والطلب معًا. وقد حذّر من أن هذا التوازن قد يتعرض للخطر، مما يؤدي إلى تسريحات جماعية وزيادة معدلات البطالة في حالة تفاقم الضغوط.
في ذات الوقت، أكد باول أن الضغوط التضخمية تبقى مصدر قلق أساسي، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات بدأت تؤثر بالفعل على الأسعار، ومن المتوقع أن تتراكم هذه الآثار خلال الأشهر القادمة، إلا أنها قد تبقى محدودة إذا لم تتحول إلى موجة تضخمية مستمرة.
وأضاف: “لن نسمح لارتفاع الأسعار لمرة واحدة أن يتحول إلى تضخم دائم”.
ردود الفعل في الأسواق
تصريحات باول أثارت ردود فعل سريعة من قبل المستثمرين، حيث عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم للسياسة النقدية المقرر في 16 و17 سبتمبر. كذلك، أظهرت أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع خفض آخر قبل نهاية العام.
بهذا الشكل، عادت الأسواق العالمية لتراهن بقوة على توجّه الاحتياطي الفيدرالي نحو تيسير السياسة النقدية، وهو ما تجلّى فورًا في ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا، مع توقعات باستمرار هذا الزخم في الأسابيع القادمة إذا تأكدت التوقعات بشأن الخفض المرتقب.