تحليل إخباري: معركة “كسر عظم” بين البرهان و”إخوان” السودان

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


تتفاقم الأزمة الداخلية التي يواجهها قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، مع قيادات الحركة الإسلامية داخل جيشه، في ظل تطورات تعكس صراعًا حادًا ناجمًا عن محاولة انقلاب فاشلة، تشير إلى وصول العلاقات بين الطرفين إلى نقطة اللاعودة. هذا الصراع يتصاعد مدفوعًا بضغوط داخلية وخارجية متزايدة، مما يعكس حالة من الانعدام الاستقرار في السودان.

خلافات تُظهر عمق الأزمة

أفادت تقارير إعلامية محلية عن إحباط محاولة انقلابية نفذتها مجموعة من الضباط الموالين لحزب المؤتمر الوطني المنحل، الجناح السياسي للحركة الإسلامية. وقد جاءت هذه المحاولة ردًا قويًا على قرارات البرهان الأخيرة التي تضمنت إحالة عدد من كبار الضباط للتقاعد وترقية آخرين، ما أثار حفيظة قادة التيار الإسلامي، ومن بينهم اللواء نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات السابق.

إضافة إلى ذلك، أدت هذه القرارات إلى اعتقال شخصيات بارزة مثل أحمد هارون، رئيس حزب المؤتمر الوطني، واللواء عبد الباقي بكراوي، بتهمة الارتباط بهذه المحاولة الانقلابية. تعكس هذه التحركات نهج البرهان الجديد في مواجهة نفوذ الحركة الإسلامية داخل الجيش، مما يمثل تحولاً حاسماً في مسار الصراع المستمر في السودان.

سلطة تحت التهديد

يعتبر اللواء نصر الدين عبد الفتاح خليفة محتملًا للبرهان، نظرًا لدعمه الكبير من التيار الإسلامي، الذي يعتبر إبعاده ضربة موجعة لمصالحه. هذا الغضب بين قيادات الحركة الإسلامية امتد ليشمل نشطاء لهم آراء مشابهة، حيث يتهمون البرهان بالسعي لاستحواذ السلطة وتجاوز حلفائه السابقين.

خلافات هذا النوع تتجذر في توترات قديمة حول إدارة الصراع العسكري والسيطرة على القرار. ومن خلال تحالف سياسي وعسكري قديم، برزت التوترات بين البرهان والحركة الإسلامية، مع توجيه انتقادات من قادة بارزين بينهم المصباح طلحة وعبد الحي يوسف. وقد اتهم هؤلاء البرهان بالفشل في تحقيق انتصارات حاسمة دون الاعتماد على الكتائب التابعة للحركة، مما دفع كبار ضباط الجيش للمطالبة بضرورة إبعاد هذه الكتائب.

الضغوط تتزايد

يواجه البرهان ضغوطًا مزدوجة من الداخل والخارج. حيث حذرت دول غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، من أي تسامح مع الميليشيات الإسلامية، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات فعّالة لتفادي عواقب وخيمة. تزامنت هذه التحذيرات مع استخدام ميليشيات مرتبطة بالحركة لمواد كيميائية ضد قوات الدعم السريع، مما جعله يتعرض لعقوبات أمريكية مؤلمة.

لذا، لجأ البرهان لتعزيز سلطته بالاعتماد على ميليشيات أخرى ذات خلفيات قبلية، مثل “درع السودان” و”الأورطة الشرقية”، بجانب عناصر مرتزقة. يرى المراقبون أن هذه الخطوات، مع قرارات إعادة الهيكلة في الجيش، تشير إلى توقع البرهان لهذا الصراع وتجهيزه له.

دلالات مستقبلية للجيش السوداني

يظهر التحليل السياسي أن خطوات البرهان تسعى لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بعيدا عن نفوذ الحركة الإسلامية، مما يمثل تحديًا لمستقبله ومصير السودان. إذ يعتقد الكاتب والمحلل السياسي عمار سعيد أن البرهان يسعى لتعزيز سلطته المطلقة والاستجابة للضغوط الخارجية، خصوصًا من الولايات المتحدة، بيد أن هذا قد يدفع نحو صراع مفتوح مع جناح مؤثر ومسلح في الجيش، مما يعمق حالة الفوضى التي تعيشها البلاد.

الإشكالات المستمرة

تبقى الأسئلة مفتوحة حول قدرة البرهان على اختراق السيطرة الكاملة على الجيش وتهميش الحركة الإسلامية دون إشعال نزاع داخلي أكبر، قد يغيّر مسار النزاع المستمر في السودان.

خاتمة لا تُقال

في ظل هذا الوضع المتأزم، يبقى المستقبل غامضًا، حيث يستمر البرهان في مواجهة تحديات استثنائية في إطار صراع السلطة والنفوذ، مما يجعل التحركات السياسية والعسكرية أكثر أهمية في ضوء الأحداث الراهنة.


‫0 تعليق

اترك تعليقاً