قصة ملهمة لنجاح يتحدى الصعوبات
في لحظة عاطفية، احتضنت الأم أبناءها الثلاثة من ذوي الهمم ‘المكفوفين’، بينما كانت تحتفل بنجاح ابنتها روان، إحدى طالبات الثانوية العامة المتفوقات في محافظة بورسعيد.
تحديات وصعوبات
وعبرت الأم عن مشاعرها قائلة: “لقد تمنيت لو أنني أحتفل بنجاح روان وهي تحقق المركز الأول على مستوى الجمهورية في امتحانات الثانوية العامة، لكن للأسف، تعرضت ابنتي لوعكة صحية كادت أن تؤدي بحياتها قبل الامتحانات بفترة قصيرة.”
صبر وإصرار
وأكملت قائلة: “روان كانت تعاني من ورم سرطاني في المخ، ولحسن الحظ، تم استئصاله، لكنها لا تزال تتلقى جلسات العلاج الكيميائي، مما جعل من الصعب عليها تحقيق مركز متقدم في الشهادة الثانوية.”
رغم كل التحديات، رفعت الأم يديها للسماء شاكرة الله على تفوق ابنتها في الثانوية العامة. وأوضحت: “سأعمل بجد مع شقيقتها نورا، ‘الكفيفة’، لتحقيق المركز الأول في السنوات القادمة، لتعويض ما واجهناه من صعوبات.” وأشارت إلى أن يوسف، الأخ الأكبر، وهو أيضًا كفيف، حصل على بكالوريوس في التربية بتقدير جيد جدًا، وكان يتمنى تحقيق الامتياز.
وأضافت: “لكن الحمد لله على كل شيء، فالله عز وجل يستحق الشكر والثناء على جميع نعمه. وفي وسط تكريم محافظ بورسعيد لأوائل الثانوية العامة، لم تتمالك الأم نفسها وسجدت على الأرض شكرًا لله أمام الحاضرين.”
قصة كفاح ملهمة
التقت “أهل مصر” بالأم خلال بث مباشر أمام إحدى لجان الثانوية العامة في بورسعيد، حيث روت حكايتها مع أبناءها الثلاثة المكفوفين. قالت: “لا شيء مستحيل. العزيمة والصبر والإيمان كانوا سلاحي في مواجهة تحديات الحياة. فقد انفصلت عن زوجي منذ سنوات، وتحملت مسؤولية ستة أطفال، ثلاثة منهم مكفوفين. تحمل هو جزءًا من المصاريف حسب قدرته، بينما كنت أنا الأم والأب والمعلم.”
وواصلت: “بدأت مسيرتي مع أحد أبناء البصيرة، وعملت على تعليمه حتى وصل إلى المرحلة الجامعية. قمت بتلخيص المنهج الجامعي المكون من 300 ورقة، وتعلمت المحتوى حتى يُحقق ابني نجاحه.”
أضواء النجاح تتلألأ في حياتهم
تفاني وإصرار
وأشارت الأم إلى أنها تابعت المسيرة مع ابنتها روان هذا العام في الثانوية العامة، وكانت تدرس معها المناهج التعليمية، وحتى كانت تقف أمام اللجنة لمساعدتها على الشعور بالأمان. وعندما طلبت منها ابنتها أن تُعطيها درسًا خصوصيًا في مادة الرياضيات، أخبرتها: “ليس لدي أموال لذلك، لكنني سأساعدك.” ونجحت في تعليمها واستطاعت الابنة تحقيق النجاح.
الفقر ليس عيبًا
وتابعت الأم بقولها: “في مرة من المرات، طلب مني أبنائي شراء أحذية جديدة لأن أحذيتهم بالية، لذا قررت أن أذهب بهم إلى السوق وأقوم بخياطتها. وقد ترددوا إلى المدرسة لمدة عامين دون أن يشتكوا.” وأكدت: “هل يُعتبر الفقر عيبًا؟ لا، إنه ليس عيبًا.”
تفاني وصبر لا حدود لهما
واختتمت الأم حديثها قائلة: “الحمد لله، أنا فخورة بنفسي وفخورة بأولادي. ليست هناك إعاقة، فهم يمتلكون قدرات هائلة. أوجه رسالة لكل الأمهات: أطفالكم أمانة ستحاسبون عليها، وتعليمهم أمانة أيضًا. اعتبروا تعبكم معهم صدقة ستبقى طوال عمرهم.” كما أعربت عن شكرها لمدير مدرسة النور للمكفوفين ببورسعيد وكل المعلمين الذين كانوا دعمًا لهم وشريك نجاحهم.