[استراتيجيات فعالة للتغلب على البيروقراطية المصرية]

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تحول إداري جذري لمصر الحديثة

عندما بدأ محمد علي باشا مسيرته في تأسيس الدولة المصرية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر، كانت رؤيته تهدف إلى إنشاء مؤسسات قادرة على إدارة دولة مركزية قوية. وقد أطلق مبادرة لإنشاء دواوين الحكومة التي تنظم الزراعة والقوات المسلحة والضرائب والتعليم. ورغم أن هذه الخطوة كانت تمثل نقلة نوعية في ذلك الوقت، إلا أنها زرعت بذور نظام إداري جامد يعتمد على الوثائق والقوانين أكثر من كفاءته ومرونته.

استمرار الهيكل الإداري على مر العصور

على مر العصور، من حقبة محمد علي إلى الاحتلال البريطاني، ثم الملكية فالجمهورية في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك، لم تتغير ملامح الجهاز الإداري بشكل جذري. إذ شهدنا إضافة وزارات ودمج أخرى وتغيير مسميات، لكن البيروقراطية حافظت على جمودها، بعيدة عن التقدم العلمي والتطور العملي، ومتعلقة بالروتين الورقي وبناء أداء مترهل.

التحديات المعاصرة

اليوم، يقود الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروعاً تنموياً غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث. وقد تمكن، خلال فترة قصيرة، من إنشاء بنية تحتية ضخمة وإطلاق مشاريع عملاقة في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والمدن الذكية. الأمر الذي جعل من مصر واحدة من الدول التي تشهد نمواً سريعاً مدهشاً، مما أربك أعداءها وأدى لتجاوز توقعات عديدة. ولكن، ازدادت الفجوة بين هذا الإنجاز السريع والبنية الإدارية القديمة، حيث تسير الدولة بسرعة بينما تظل البيروقراطية محكومة بآليات تقليدية غير مرنة.

ضرورة التغيير الجذري

هنا يكمن الحل: فالتحولات الإدارية ليست نتيجة إصلاحات شكلية أو وعود غير مؤكدة، بل تحتاج إلى الاستعانة بشركات متخصصة في الإدارة والتشغيل الحديثة التي تدير جميع مرافق الدولة بفكر يتسم بالعصرية، مع الحفاظ على السيادة الوطنية. ومن الضروري أيضاً الاستفادة من جيل الشباب في الثورة الرقمية، الذين يمثلون مستقبل البلاد، لأنهم الأقدر على تقديم حلول إدارية مبتكرة وإدارة المنصات الذكية، وربط مؤسسات الدولة بشبكات رقمية متطورة.

تحولات في الهيكل الإداري

يجب أن تنبع جميع التحولات من ضرورة الخروج عن النمط الوظيفي التقليدي الذي أسفر عن الكثير من المشكلات. على القائمين بالتعيين في مؤسسات الدولة أن يعتمدوا على معايير موضوعية تعتمد على الكفاءة والخبرة، دون تدخل بشري أو وساطات، من خلال اختبارات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ليصبح معيار الكفاءة هو الأساس في الاختيارات.

استراتيجيات ثابتة للنجاح

علاوة على ذلك، من الضروري وضع استراتيجيات عمل قصيرة وطويلة المدى غير متأثرة بتغييرات الوزراء أو المسؤولين، مما يضمن استمرار مسار التنمية دون توقف. وعند تحقيق ذلك، يمكن أن يتحول الجهاز الإداري المصري من عبء ثقل إلى قوة دفع حقيقية تواكب سرعة البناء، وبالتالي تصبح البيروقراطية بعد تحديثها جزءًا من الحل بدلاً من كونها أزمة.

لحظة مصيرية لمصر

تواجه مصر اليوم مرحلة حاسمة. فالمعجزة التنموية التي يقودها الرئيس السيسي تحتاج إلى أدوات تنفيذ تتميز بنفس السرعة والكفاءة. لن يتحقق هذا إلا من خلال كسر حاجز البيروقراطية الجامدة واستبدالها بنظام إدارة وتشغيل عصري، مدعوماً بعناصر العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: المطالب البرلمانية بإزالة الحواجز البيروقراطية لتصوير الأفلام الأجنبية في المواقع الأثرية.

مصطفى بكري: القضاء على البيروقراطية من أبرز مطالب الشعب.

البيروقراطية ومشاكلها.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً