مستقبل العلاقة العراقية الأمريكية: تحليل شامل للتحولات الجذرية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تحولات جوهرية في العلاقات العراقية الأمريكية

يشهد العراق تحولاً كبيراً في نمط علاقته مع الولايات المتحدة، مع اقتراب موعد انسحاب كامل للقوات الدولية من الأراضي العراقية بحلول نهاية أيلول/سبتمبر 2025. وقد جاء هذا القرار نتيجة لمحادثات استراتيجية مكثفة بين بغداد وواشنطن، مدفوعة بمطالب محلية بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي.

إعادة تشكيل العلاقة: من التعاون العسكري إلى الشراكة الاستراتيجية

يهدف هذا الانسحاب إلى إرساء علاقة جديدة تتجاوز التعاون العسكري والأمني، نحو شراكة استراتيجية أوسع تشمل مجالات متعددة. وعلى الرغم من أن هذا التطور قد يُثير بعض القلق، إلا أن عددًا من المسؤولين العراقيين يرون فيه إنجازًا يعكس قدرة القوات العراقية على المحافظة على الأمن والاستقرار.

الانسحاب التدريجي: تفاصيل وخلفيات

يجري الانسحاب على شكل مراحل، حيث بدأت أعداد من القوات الأمريكية في مغادرة قواعد رئيسية مثل قاعدة عين الأسد، مع احتفاظ عدد محدود من الجنود لحماية السفارة الأمريكية في بغداد، بينما توجهت بعض القوات إلى قواعد في إقليم كردستان.

رغم أن هذا الانسحاب يمثل خطوة إيجابية نحو السيادة الكاملة، إلا أنه يطرح تساؤلات ومخاوف لدى بعض الأطراف. هناك مخاوف من أن يتكرر سيناريو 2011، الذي شهد صعود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث يخشى البعض من أن يخلق الانسحاب فراغًا أمنيًا قد تستغله قوى معارضة.

في المقابل، يؤكد المسؤولون الأمنيون والسياسيون أن العراق أصبح اليوم يتمتع بقوات أمنية قوية ومؤهلة في التصدي لأي تهديد. ويعتبرون الانسحاب دليلاً على الثقة في قدرة البلاد على الحفاظ على أمنها واستقرارها.

الموقف المتباين: بين النجاح والتحديات

تتباين الآراء حول تأثيرات هذا الانسحاب:

المؤيدون: رؤية إيجابية

يعتبر المؤيدون، بما في ذلك متحدثون من القوات المسلحة العراقية، أن الانسحاب يمثل إنجازًا حكوميًا يعكس قدرة العراق على مجابهة الإرهاب وحماية أمنه الوطني.

المتشككون: مخاوف من العواقب

من ناحية أخرى، يعبر بعض الخبراء الأمنيين عن قلقهم من تسريع وتيرة الانسحاب، ويحذر نشطاء من أن أي فراغ عسكري قد يؤدي إلى كارثة جراء التوترات السياسية الداخلية.

في خضم هذه الآراء المتباينة، تظل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة في مرحلة انتقالية دقيقة. فهل سيتمكن هذا التحول من بناء شراكة استراتيجية متكاملة تحقق مصالح كلا الطرفين، أم أنه سيفضي إلى تحديات جديدة على الساحة العراقية؟

‫0 تعليق

اترك تعليقاً