ماذا يفعل من شك في وضوئه؟.. علي جمعة يحسم الأمر بقاعدة فقهية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


لعل الاستفهام عن ماذا يفعل من شك في وضوئه ؟ يكتسب أهميته من أمرين لا استثناء منهما إلا القليل، أولهما أن الوضوء شر الصلاة وهي ثاني أركان الإسلام، ومن ثم لا يمكن التهاون فيها أو في شرطها – الوضوء- ، الأمر الثاني الذي يفرض أهمية كبيرة لمعرفة ماذا يفعل من شك في وضوئه ؟ هو أن الشك من أكثر المنغصات التي تؤرق الكثير من الناس بل وترهقهم كثرة الإعادة ، ومن ثم ينبغي معرفة ماذا يفعل من شك في وضوئه ؟.

ماذا يفعل من شك في وضوئه

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه في حال أصاب المُسلم الشك في أنه نقض وضوءه، فهناك قاعدة فقهية تنص على أن اليقين لا يزول بالشك، أي أن وضوءه لا شيء فيه، لأنه هو اليقين.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: ( ماذا يفعل من شك في وضوئه ؟ إذا شككت في وضوئي فماذا أفعل؟، أخرج كل يوم من بيتي كعادة متوضئ، لأنني سمعت القول بأن الوضوء سلاح المؤمن، وأصابني الشك فيما إذا نقض وضوئي أم لا، فماذا أفعل؟)، أن في هذه الحالة أنت على وضوءك لأن اليقين – الوضوء- لا يزول بالشك أبدًا وهي قاعدة فقهية كبيرة .

وتابع: إذن نحن أمام يقين بالوضوء والشك الطارئ هو ما إذا نُقض الوضوء أم لا ، وطالما جرت العادة على الإنسان فإنها تقوي يقينه بالوضوء، فإنه يكون على وضوئه، خاصة أن العادة جرت عليه، حيث اعتاد أن يتوضأ قبل خروجه من المنزل، فهكذا كانت الصحابة -رضوان الله تعالى عليها – لم تكن تصاب بالوسواس والأخذ والرد والشك والريب ، كانوا يعبدون الله تعالى ببساطة، لأنه أمر يومي.

وأشار إلى أنه ليس هناك أمة تسجد خمس مرات في اليوم ، بسبعة عشر ركعة للفريضة وسبعة عشر لصلوات السُنن ، فلا أحد يقوم بذلك، فالأمم الأخرى رجال الدين فقط هم من يصلوا، والبقية يصلون يوم في الأسبوع .

وأفاد بأنه لا أمة ساجدة هكذا برجالها ونسائها وصبيانها وشيوخها ، إلا هذه الأمة الإسلامية ، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، ولكن كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ، تكليف وتشريف ، فكلما شرفك يُكلفك.

حكم الشك في انتقاض الوضوء

نبه الدكتور محمد وسام ، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، إلى أن اليقين لا يزول بالشك، فمن توضأ وشك في الوضوء فالأصل أني متوضئ، بينما الشك يزول باليقين، مؤكدًا أنه ينبغي علينا أن ندرك أننا في الصلاة نقف بين يدي الملك، نتحدث معه ويرد عليه المولى بقول حمدني عبدي مجدني عبدي أثنى علي عبدي، سألني عبدي ولعبدي ما سأل.

حكم الوضوء

يختلف حكم الوضوء من عبادةٍ لأخرى، فقد يكون واجباً أحياناً، وقد يكون مندوباً في أحيانٍ أخرى، وقد يكون مكروهاً أو حراماً في بعض الحالات، مثل:

  • يكون الوضوء واجباً على المسلم إذا أحدث ثمّ أراد أداء الصلاة، سواءً أكانت صلاة فريضةً أم نافلةً، وقد دلّ على ذلك القرآن الكريم والسنّة النبويّة وإجماع العلماء.
  • يكون الوضوء حراماً إذا كان بماءٍ مغصوبٍ؛ كأن يتعدّى المسلم على غيره فيأخذ ما لديه من ماءٍ رغم حاجته له.
  • يكون الوضوء مندوباً في حالاتٍ كثيرةٍ؛ كالوضوء قبل النوم، أو الوضوء لقراءة القرآن الكريم، أو للحرص على الطهارة.
  • يكون الوضوء مكروهاً إذا جدّد المسلم وضوءه قبل أداء عبادةٍ مشروعةٍ بالوضوء الأول؛ لأنّ ذلك يكون إسرافاً محضاً.
  • يكون الوضوء مباحاً إذا توضأ المسلم بهدف التبرّد، أو توضأ قبل أن يدخل على السلطان.

أركان الوضوء

ورد للوضوء ستّة أركانٍ -والرُّكن ما لا يتمّ الشيء إلّا به، ويكون داخلاً في حقيقته-، وهي:

  • النيّة: وهي واجبة، ومحلّها القلب، ودليلها قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، وقد خالف الحنفية جمهور العلماء باعتبار النيّة سُنّةً من سُنَن الوضوء، وهي تعني (شرعاً): قَصْد الشيء مُقترِناً بفِعله، ويُراد بها تمييز العبادة عن العادة، أو تمييز رُتَب العبادات، كتمييز صلاة الفرض عن النافلة، ويُشترَط لها أربعة شروط، هي: (الإسلام. التمييز. العلم بالعبادة المراد أداؤها. عدم تعليقها على شرطٍ، وعدم قَطعها، أو التردُّد فيها).
  • غسل الوجه: وحَدّ الوجه من منابت شَعر الرأس المعتادة إلى أسفل الذقن طولاً، ومن الأذن إلى الأذن الأخرى عَرضاً، حيث يجب غَسل ذلك جميعاً، شَعراً خفيفاً وبشرةً، إلّا شعر اللحية، واللحية: هو الشَّعر النابت على الذقن، أو العارضَيْن الكثيف؛ فيُغسَل ظاهره فقط، والعارض: هو الشَّعر بين اللحية والعذار، والعذار هو: الشَّعر النابت بمحاذاة الأذن.
  • غسل اليدين مع المِرفَقَين: يجب غسل اليدين ابتداءً من رؤوس الأصابع إلى المِرفَقَين؛ والمِرفَق هو العَظم الذي يصل بين الساعد، والعَضُد، كما يجب غسل ما عليهما من شَعرٍ ولو كان كثيفاً، أو طويلاً.
  • مَسح شَيءٍ من الرأس: ويكون ذلك بوصول بَلل الماء إلى الرأس، سواءً كان المَسح لبشرة الرأس، أو شَعره.
  • غَسل الرجلَين مع الكعبَين: وغَسل ما عليهما من الشَّعر، سواءً كان طويلاً، أو كثيفاً، والكَعب: هو العَظم البارز بين الساق، والقدم.
  • الترتيب: أي عدم تقديم عُضوٍ على عُضوٍ؛ فلا يصحّ تقديم اليدَين على الوجه، وقد جعل كلٌّ من الحنفيّة، والمالكيّة الترتيبَ من سُنَن الوضوء.
  • الموالاة: وهي رُكنٌ من أركان الوضوء عند الحنابلة، ويُقصَد بها: عدم تأخير غَسل عُضوٍ ما عن العُضو الذي قَبله، فللوضوء ستّة أركانٍ تبدأ من النية وتنتهي بالترتيب والموالاة.

سنن الوضوء

ورد للوضوء عدّة سُننٍ يُثاب فاعلها، ولا يُعاقَب تاركها، وهي:

  • السِّواك: وهو ما يُستعمَل لتطهير الأسنان من عود الأراك ونحوه، ويُسَنّ قبل غسل الكفَّين أو قبل المضمضة.
  • التسمية: وتُسَنّ عند غسل الكفَّين أوّل الوضوء، وأقلّها قول: “بسم الله”، والأفضل قول: “بسم الله الرحمن الرحيم”، ويُسَنّ أن تكون مقرونةً بالنيّة؛ فيكون لسانه بالبسملة، وقلبه بالنيّة، وإذا نَسِيَ البسملة أوّل الوضوء أتى بها في أثنائه؛ فيقول: “بسم الله أوّله وآخره”.
  • غَسل الكفَّين إلى الرُّسغَيْن: والرسغ هو المِفصل بين الساعد، والكفّ.
  • المضمضة والاستنشاق: والمبالغة فيهما لغير الصائم.
  • تكرار غَسل كلّ عُضوٍ ثلاث مرات.
  • مَسح الرأس كلّه.
  • مَسح الأذنَين ظاهرهما، وباطنهما بماءٍ جديدٍ غير الماء الذي مُسِح به الرأس.
  • تخليل أصابع اليدَين بالماء.
  • الموالاة: أي تتابُع غَسل الأعضاء.
  • التيامُن: أي تقديم العُضو اليمين على اليسار.
  • إطالة الغرّة والتحجيل: ويُقصَد بإطالة الغرّة غَسل مُقدّمة الرأس، والأذنَين، والعنق مع الوجه، أمّا إطالة التحجيل، فيُقصَد بها غسل البعض من العَضُدَين، والساقين؛ بغَسل اليدَين، والقدمَين.
  • البدء بغَسل الوجه من أعلاه والبدء بالأصابع في غَسل اليدَين، والرجلَين. تحريك الخاتم: وذلك لإيصال الماء يقيناً. استقبال القِبلة. عدم التكلُّم إلّا لمصلحةٍ. عدم ضَرب الوجه بالماء.
  • الذِّكر والدعاء عَقِب الوضوء: وذلك بقول: “أشهد أن لا إلهَ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المُتطهِّرين”؛ فقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (من توضأ فأحسن الوضوءَ ثم قال: أشهد أن لا إله َ الا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهِّرين، فُتحت له ثمانيةُ أبوابِ الجنةِ، يدخل من أيّها شاءَ).
  • صلاة ركعتين عقب الوضوء. للوضوء عدّة سُننٍ يُثاب فاعلها، ولا يُعاقَب تاركها، وتبدأ باستخدام السواك وتنتهي بالذكر والدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.





‫0 تعليق

اترك تعليقاً