صراع العائلات والتحالفات.. كواليس سباق المقاعد الفردية في دوائر الإسماعيلية

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

شهدت محافظة الإسماعيلية، صباح اليوم، انطلاق ماراثون انتخابات مجلس النواب في أجواء اتسمت بالهدوء والتنظيم، لكنها حملت في طياتها سخونة المنافسة على المقاعد الفردية الخمسة التي يخوضها 36 مرشحًا عبر ثلاث دوائر انتخابية، إضافة إلى ثلاثة مقاعد تُحسم بنظام القائمة.

منذ الساعات الأولى، بدت ملامح الاستنفار داخل المحافظة واضحة؛ تجهيزات موسعة، انتشار أمني مكثّف، وغرفة عمليات لا تتوقف عن المتابعة، بينما يتوافد الناخبون إلى 168 مقرًا انتخابيًا استعدادًا للإدلاء بأصواتهم ضمن كتلة تصويتية تتجاوز مليون ناخب.

الدائرة الأكبر والأكثر تعقيدًا، ومقرها قسم ثان الإسماعيلية، مخصّصة لمقعدين، وتشهد تنافس 18 مرشحًا وسط كتلة تصويتية ضخمة تبلغ 461,266 ناخبًا موزعين على 66 مركزًا انتخابيًا.

وتُعد هذه الدائرة ساحة المعارك الانتخابية الأقوى، نظرًا لتنوع تركيبتها الجغرافية بين مركز الإسماعيلية، وقسمي أول وثان وثالث، ما يجعل حسابات الأصوات متغيرة وتوازنات التحالفات أكثر حساسية.

القنطرة غرب والقنطرة شرق مقعد واحد ومعركة صعبة

في هذه الدائرة التي تُعد الأصغر من حيث عدد المراكز، لكن الأصعب من حيث السباق، يتنافس 9 مرشحين على مقعد فردي واحد فقط.

وتضم الدائرة 173,329 ناخبًا موزعين بين القنطرة غرب والقنطرة شرق، حيث تتحكم طبيعة العائلات والروابط المجتمعية في اتجاهات التصويت، ما يجعل الفارق في الأصوات غالبًا محدودًا.

صوت الريف وصراع المقاعد المزدوجة

تشهد الدائرة الثالثة –ومقرها مركز القصاصين– تنافسًا بين 9 مرشحين على مقعدين فرديين وسط كتلة تصويتية تصل إلى 375,065 ناخبًا موزعين على 78 مركزًا انتخابيًا.

وتُعد هذه الدائرة أكثر اتساعًا جغرافيًا، ما يمنح الحملات الانتخابية طابعًا ميدانيًا قويًا في قرى الريف الممتدة من التل الكبير حتى فايد، حيث تكثُر التحالفات العائلية وتتباين أولويات الناخبين بين الخدمات والمشروعات.

متابعة لحظية

وبالتزامن مع انطلاق التصويت، تواصل غرفة العمليات الرئيسية بمحافظة الإسماعيلية متابعتها اللحظية لسير العملية الانتخابية، مع توجيهات صارمة بسرعة التدخل لرفع أي معوقات داخل اللجان وتوفير مقاعد ومظلات ووسائل مساعدة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

كما انتشرت القوات الأمنية بشكل منظم أمام المقار الانتخابية لضمان أجواء آمنة ومستقرة، بينما عززت الوحدات المحلية خدماتها لتسهيل حركة الدخول والخروج.

القائمة الوطنية

وإلى جانب المعارك الفردية الخمس، تنتظر الإسماعيلية كذلك حسم ثلاثة مقاعد عبر نظام القائمة الوطنية، ليكتمل عدد ممثلي المحافظة في البرلمان وفق النظام المختلط المعمول به.

ومع بدء التصويت وارتفاع وتيرة المنافسة، تبقى الأنظار معلّقة على الصناديق التي ستحدد ملامح الخريطة البرلمانية الجديدة للإسماعيلية خلال الساعات المقبلة.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً