في ليلة لن يمحوها التاريخ من ذاكرة الكرة المصرية، وقف 80 ألف مشجع في استاد القاهرة دقيقة صمت مهيبة لوداع أسطورة الزمالك “الكونت” محمد صبري، ثم انفجروا في صرخة واحدة هزت أركان الملعب عندما سكنت كرة الجزيري شباك زيسكو يونايتد. هدف واحد في الدقيقة 42 حول مباراة عادية إلى ملحمة خالدة، حيث امتزجت دموع الحزن على فقدان الأسطورة بدموع الفرح بالانتصار المقدس.
سيف الدين الجزيري، الذي لم يكن يعرف أن اسمه سيخلد في ذاكرة الجماهير إلى الأبد، راوغ دفاع زيسكو بمهارة فائقة داخل منطقة الجزاء قبل أن يطلق صاروخاً لا يُقاوم استقر في الزاوية اليسرى. “شعرت وكأن روح الكونت ترشدني نحو المرمى”، قال الجزيري وهو يرفع عينيه للسماء محتفلاً. محمود علي، المشجع الأربعيني الذي حضر مع ابنه الصغير حاملاً صورة ضخمة للكونت، انهار باكياً وهو يهتف: “هذا الهدف من أجل روح الكونت… لقد رآه من السماء!”
قد يعجبك أيضا :
المباراة التي بدأت كطقس وداع حزين لأسطورة الزمالك الذي توفي في حادث سير مأساوي، تحولت إلى احتفالية ملحمية عندما وقف لاعبو الفريقين دقيقة حداد قبل الانطلاق. الصورة الضخمة لمحمد صبري ترفرف في المدرجات بينما تصاعدت أنفاس البخور تكريماً لذكراه، في مشهد لم تشهده الملاعب الأفريقية من قبل. مثل انتصارات مصر التاريخية في اللحظات الحاسمة، جاء هدف الجزيري ليؤكد أن روح الكونت لا تزال تحمي قلعة الزمالك.
هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط في جدول ترتيب الكونفدرالية الأفريقية، بل رسالة قوية للعالم أن الزمالك قادر على تحويل الألم إلى قوة والحزن إلى إبداع. الجماهير التي ملأت شوارع القاهرة بعد المباراة لم تحتفل بالفوز فقط، بل بولادة أسطورة جديدة وتكريم أسطورة خالدة. صدارة المجموعة الرابعة مناصفة مع المصري البورسعيدي تؤكد أن الكرة المصرية تستعيد هيبتها القارية، لكن التحدي الحقيقي يبدأ الآن مع المباريات القادمة والتوقعات العالية.
قد يعجبك أيضا :
فهل سيتمكن الزمالك من تحويل هذا الزخم العاطفي الهائل إلى لقب أفريقي خالد يليق بذكرى الكونت؟ الإجابة تكمن في قدرة اللاعبين على الحفاظ على هذه الروح القتالية، وفي استمرار الجماهير في الدعم دون ضغوط مدمرة. ما حدث في استاد القاهرة ليس مجرد انتصار كروي، بل درس في كيفية تحويل المأساة إلى ملحمة، والحزن إلى أمل يضيء طريق المستقبل.