في تطور روحاني مذهل يشهده العالم يومياً، تتوقف حياة 5 ملايين إنسان في الإسكندرية عن كل شيء في لحظة واحدة، عندما ترفع 2500 مئذنة الأذان الشجي بدقة تصل إلى 30 ثانية فقط – دقة تفوق أحدث التقنيات العالمية! في غضون دقائق معدودة من الآن، ستشهد عروس البحر المتوسط أكبر توقف جماعي يومي، حيث يرتفع البحث الرقمي عن مواقيت المغرب بنسبة 400% في الساعة الأخيرة قبل الموعد المقدس.
تشهد مساجد الإسكندرية استعداداً استثنائياً لاستقبال هذه اللحظة المباركة، حيث يعمل الشيخ محمد عبدالرحمن، مدير أوقاف الإسكندرية، على ضمان التزامن المثالي. “نحرص على أن يكون الأذان متزامناً في جميع أنحاء المحافظة بدقة لا تتجاوز 30 ثانية”، يؤكد بفخر واضح. وسط هذا الاستعداد الروحاني، يروي الحاج محمود إبراهيم، مؤذن مسجد العطارين الذي حفظ مواقيت الصلاة منذ 30 عاماً: “كل يوم أشعر بمسؤولية عظيمة، فصوتي يصل إلى آلاف القلوب التي تنتظر هذه اللحظة المقدسة.”
قد يعجبك أيضا :
يأتي هذا التوقيت المحدد ضمن ظاهرة فلكية طبيعية مع تقدم فصل الشتاء، حيث تتقدم مواقيت المغرب يومياً بدقيقة واحدة، مما يجعل كل يوم فريداً في توقيته. هذا النظام الدقيق يضع الإسكندرية في مقدمة المدن العالمية من حيث دقة التوقيت الديني، متفوقة حتى على دقة ساعة بيج بن الشهيرة، لكن بروحانية إسلامية خالصة. د. أحمد الفلكي، خبير المواقيت الشرعية، يؤكد أن “دقة التوقيت في الإسكندرية تضعها ضمن أفضل 10 مدن عالمياً في هذا المجال.”
تتحول الإسكندرية في هذه اللحظات إلى مسرح روحاني هائل، حيث تتوقف حركة المرور تدريجياً، وتغلق المحال التجارية أبوابها احتراماً لوقت الصلاة، بينما تمتلئ المطاعم والكافيهات بالصائمين المنتظرين. فاطمة محمود من منطقة المنتزه تصف هذه اللحظات: “كل دقيقة لها قيمتها، ننتظر الأذان كأنه موعد مع السعادة الحقيقية.” أما منى عبدالله، سائحة من الرياض، فتعبر عن إعجابها قائلة: “لأول مرة أشعر بهذا التنظيم المذهل للأذان، إنه أمر يفوق الخيال!”
قد يعجبك أيضا :
مع اقتراب الساعة 5:02 مساءً، يستمر الجنون الرقمي في الارتفاع، حيث تتزايد عمليات البحث بشكل خيالي، مما يعكس حرصاً شعبياً منقطع النظير على اغتنام هذا الوقت المستجاب للدعاء. هذا النموذج الفريد للإسكندرية بدأ يلفت أنظار العالم الإسلامي، حيث تسعى مدن أخرى لتطبيق نفس مستوى الدقة والتنظيم. لا تدع هذه اللحظات المقدسة تمر دون استغلالها في العبادة والذكر، فكل ثانية في وقت المغرب تحمل بركة لا تُقدر بثمن. هل ستكون من الذين يلتقطون بركة هذا الوقت المستجاب، أم ستتركه يمر دون أن تنال من خيره العظيم؟