في مساء مشهود هز المنطقة العربية، سجلت أجهزة الرصد الزلزالي زلزالين متتاليين خلال 29 دقيقة فقط – الأول ضرب السعودية بقوة 3.43 درجة ريختر، والثاني هز العراق بقوة مدمرة بلغت 5.09 درجة ريختر، قوة كافية لإيقاظ مدينة كاملة من نومها وتحريك الأثاث في المنازل. هذا التزامن المثير للقلق يطرح سؤالاً مُلحاً: هل نشهد بداية نشاط زلزالي أكبر في المنطقة؟
في تمام الساعة 19:58:25 مساءً، اهتزت الأرض على بُعد 86 كيلومتر فقط شمال غرب حرة الشاقة بين محافظتي العيص وأملج – مسافة لا تزيد عن ساعة واحدة بالسيارة من المناطق المأهولة. أم محمد، سكنة منطقة العيص البالغة من العمر 45 سنة، تروي لحظات الرعب: “شعرت بهزة خفيفة جعلتني أقلق على أطفالي النائمين، خرجت مسرعة للتأكد من سلامتهم.” وفي نفس الوقت، تمكن د. أحمد الجيولوجي، رئيس قسم الرصد الزلزالي، من تحديد موقع الزلزال بدقة متناهية خلال دقائق معدودة، بينما كانت الأضواء الحمراء تومض في غرف التحكم وشاشات الموجات الزلزالية تعرض البيانات المقلقة.
قد يعجبك أيضا :
حرة الشاقة، هذه المنطقة البركانية الصامتة، تحمل في طياتها تاريخاً طويلاً من النشاط الجيولوجي المثير. آخر نشاط زلزالي مشابه سُجل في المنطقة عام 2009، مما يثير تساؤلات حول دورية هذه الأحداث الطبيعية. د. سارة الزهراني، خبيرة الجيولوجيا المتخصصة، تؤكد أن هذا النشاط ناتج عن حركة الصفائح التكتونية العربية والأفريقية في منطقة البحر الأحمر، مضيفة أن “هذا النشاط ضمن المعدلات الطبيعية ولا يدعو للقلق المفرط.” لكن التزامن مع الزلزال العراقي الأقوى يضع علامات استفهام كبيرة حول الترابط الجيولوجي بين المنطقتين.
بين الخوف والطمأنينة، انقسمت ردود أفعال السكان بشكل واضح. خالد العتيبي، مقيم في أملج، لاحظ اهتزازاً خفيفاً في النوافذ وتحرك كوب الماء على الطاولة، مما دفعه لمراجعة خطة الطوارئ المنزلية فوراً. المواطنون الآن يسارعون لتحضير حقائب الطوارئ وتحميل تطبيقات التنبيه الرسمية، بينما المدارس والمستشفيات تراجع إجراءات السلامة وتدريبات الإخلاء. الخبراء يتوقعون تكثيف أنشطة المراقبة والرصد في الأيام القادمة، مع إمكانية حدوث هزات خفيفة متقطعة قبل عودة الأمور لطبيعتها.
قد يعجبك أيضا :
زلزالان في نصف ساعة يذكراننا بقوة الطبيعة وأهمية التأهب المستمر. أنظمة الرصد السعودية المتطورة تواصل مراقبة النشاط الزلزالي على مدار الساعة، بينما الخبراء يؤكدون جاهزية الشبكة الوطنية للرصد لتتبع أي تطورات. تأكد من جاهزيتك… حضر حقيبة الطوارئ… تعلم إجراءات السلامة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن بقوة: هل أنت مستعد للزلزال القادم؟ الطبيعة لا تنتظر!