هجمات الحوثي تعود للبحر الأحمر.. فما خيارات الرد الدولي؟

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!



مع تجدد التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، بات المجتمع الدولي أمام «مأزق خطير»، بشأن كيفية ردع التهديدات الجماعة المدعومة إيرانيا.

وكانت مليشيات الحوثي استأنفت هجماتها البحرية في 6 يوليو/تموز، وأغرقت سفينتي “ماجيك سيز” و”إترنيتي سي” في البحر الأحمر، فضلا عن مقتل عدة بحارة وذلك بعد 7 أشهر من التوقف والهدوء النسبي.

واعتبر زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، في خطاب مرئي، أمس الخميس، تعمد الجماعة إغراق سفينتين «رسالة قوية لكل شركات النقل البحري”، مؤكدا استمرار هجمات جماعته ضد كل السفن التي تكسر ما أسماه الحظر على إسرائيل.

تصيعد فسره محللون عسكريون وخبراء سياسيون يمنيون في أحاديث لـ«العين الإخبارية»، بأنه جاء مدفوعًا بتوجيهات إيرانية لأداتها الحوثية؛ بهدف الضغط على الدول العظمى التي تفاوض طهران في ملفاتها النووية والباليستية.

وكانت الهجمات الحوثية البحرية فجرت موجة إدانات أمريكية وأوروبية ومحلية واسعة باعتبارها «تشكل تهديدًا للأمن البحري العالمي والتجارة الدولية، وتهدد بإلحاق أضرار بيئية بهذا الممر المائي الحيوي، مما قد يُدمر الثروة السمكية وصناعاتها في اليمن».

استجابة «قاصرة»

إلا أن ردود الفعل الأمريكية والأوروبية، قال عنها الخبير العسكري اليمني العميد عبدالصمد المجزفي، إنها اقتصرت على التنديد.

وقلل العميد المجزفي في حديث لـ«العين الإخبارية»، من محاولات إنشاء أي تحالف جديد لمواجهة هجمات الحوثي، كونه تكرار لتجارب سابقة أثبتت فشلها.

ورغم ذلك، قال الباحث السياسي اليمني، رئيس مركز جهود للدراسات، عبدالستار الشميري، إن «شكل الاستجابة الدولية بالنسبة للأوروبيين تجاه ما يقوم به الحوثيون بالبحر الأحمر قد تكون مفقودة، لكن بالنسبة للأمريكيين فهناك خطة عسكرية وشيكة يمكن تطبيقها بالتنسيق مع الإسرائيليين».

وأوضح الشميري في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن الخطة الأمريكية تشمل محاصرة السواحل البحرية الممتدة من الجراحي وحتى ميدي مرورًا بالحديدة، وتكثيف العمليات العسكرية البحرية ومكافحة التهريب، ثم تنفيذ ضربات جوية.

لكنّ «هذه الضربات محكومة ببنك الأهداف المتوفر، وهو ضعيف جدًا لديهم، حيث لم يكتشفوا مواقع منصات الإطلاق حتى الآن، رغم استحداث الحوثي مواقع وخنادق جديدة في جبل وعل، الحشا، التعزية، اللواء 22 ميكا، والحوبان، وفي مناطق أخرى متفرقة غير السابقة التي كانت معروفة لديهم في البيضاء، عمران، صنعاء، وصعدة وغير ذلك»، يضيف الشميري.

دعم الشرعية

وذكر العميد المجزفي في حديثه أن “المجتمع الدولي لا يوجد أمامه غير طريق واحد فقط للتخلص من المليشيات وخطرها وتهديداتها بحق الملاحة الدولية، عبر دعم الحكومة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة المشتركة؛ لاستكمال تحرير بقية البلاد، والسيطرة على كامل التراب اليمني”.

وأكد أن مثل هذا الدعم كفيل بتأمين الملاحة في البحر الأحمر، وقيام الجمهورية اليمنية بدورها الفاعل في إطار الأمن الدولي وتأمين التجارة الدولية في البحر الأحمر.

بصمات إيرانية

ويعتقد الخبير العسكري المجزفي، أن “الهجمات الحوثية هي فعلًا مدفوعة من إيران، في إطار مناورات هذه الأخيرة تجاه المفاوضات المتوقع أن تجرى بين طهران والغرب حول الملف النووي الإيراني، والأسلحة الباليستية”.

وقال إن “إيران تستخدم الهجمات الحوثية كورقة ضغط”، مشيرًا إلى أن المليشيات الانقلابية “مجرد أداة تحركها إيران من أجل خدمة مصالحها وأجنداتها ومفاوضاتها مع الدول الغربية، ونحن في اليمن من ندفع الثمن من مقدرات وأرواح هذا الشعب”.

وبحسب الشميري، فإن “الهجمات الحوثية ليست مناورة إيرانية، بل هي تكتيك للتصعيد الإيراني؛ تحسبًا لأي مفاوضات قادمة بخصوص الصواريخ البالستية والملف النووي الإيراني، والإفراج عن جزءٍ من أموالها المجمدة، بعد تدمير أو تأخير البرنامج النووي”.

ويعتقد الشميري أن الاتجاه الإيراني الآن هو عبارة عن حرب بحرية، عبر تكثيف السلاح البحري لدى الحوثي ومده بزوارق انتحارية “مسيرات بحرية” أشبه بالمسيرات الجوية.

وكان مجلس الأمن جدد مؤخرا القرار رقم (2722) والذي يطالب الحوثيين بوقف فوري لجميع الهجمات على السفن التجارية والتي تهدد السلام والأمن الإقليميين، كما يجيز للدول الأعضاء، ووفقاً للقانون الدولي، ممارسة حقها في الدفاع عن سفنها، بما في ذلك الهجمات التي تقوض الحقوق والحريات الملاحية.

aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg

جزيرة ام اند امز

FR



‫0 تعليق

اترك تعليقاً