من مزرعة الموت إلى فيديو التحريض.. كيف فشلت مخططات حركة “حسم”؟

أعاد نجاح وزارة الداخلية في إحباط مخطط لحركة “حسم” الإرهابية، تاريخ هذه الجماعة إلى الواجهة خاصة بعد أن نشرت قبل أسبوعين فيديو روجت فيه بشكل دعائي إلى العمل العسكري، وتعهدت بشن هجمات إرهابية داخل البلاد.

نشأة حركة حسم

تعود نشأة حركة حسم إلى عام 2016، حيث تشكّلت كجناح مسلح يتبع جماعة الإخوان، ضمن ما يُعرف بـ”إدارة العمل النوعي” التي تولّت مسؤولية تنفيذ العمليات العنيفة عقب الإطاحة بالإخوان من الحكم في 2013.

ونفذت الحركة سلسلة من العمليات الخطيرة، كان أبرزها محاولة اغتيال مفتي الجمهورية الأسبق علي جمعة في 5 أغسطس 2016 حيث وصفته الحركة “بشيخ النفاق” وفي ذلك الوقت أصيب أحد حراس المفتي خلال العملية بجروح طفيفة، حسب بيان وزارة الداخلية.

اغتيال النائب العام

وفي نفس السنة حاولت “حسم” اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان في 29 سبتمبر بواسطة سيارة ملغمة استهدفت موكبه بمنطقة التجمع الأول، وأصيب خلال العملية شخص تصادف وجوده في موقع التفجير وقت حدوثه.

ورغم تضييق الخناق على عناصر حسم داخل مصر ظل قيادات الحركة في الخارج وعلى رأسهم يحيى موسى أحد أبرز المؤسسين لحركة حسم ومشرف على هيكلها المسلح والعسكري، يحرّضون على العنف عبر ما سُمّي بـ”خطة الحسم” بالتعاون مع كيانات إخوانية منشقة مثل “المكتب العام” و”تيار التغيير”.

ضربة قوية لحركة “حسم”

وفي أبريل 2017، وجّهت الأجهزة الأمنية ضربة قوية لحركة حسم بعد ضبط مخازن ضخمة للأسلحة داخل مزرعتين تابعتين لقياديين في جماعة الإخوان، إحداهما في محافظة البحيرة والتي عُرفت إعلاميًا بـ”مزرعة الموت” بعد العثور فيها على كميات كبيرة من المتفجرات شديدة الانفجار والأسلحة الثقيلة.

كانت هذه الضربة نقطة تحول في مواجهة الجماعة إذ أجبرتها الحملة الأمنية الواسعة على التراجع وتقليص نشاطها الميداني بشكل كبير، ورغم ذلك نجحت الحركة في تنفيذ واحدة من أكثر عملياتها دموية في أغسطس 2019 حينما فجّرت سيارة مفخخة بالقرب من معهد الأورام وسط القاهرة، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيًا وإصابة نحو 50 آخرين، ومنذ تلك اللحظة دخلت الحركة في حالة من السكون الطويل، وسط تضييق أمني مستمر أفقدها القدرة على إعادة نشاطها.

قادة حركة “حسم”

ومنذ 7 أكتوبر 2023 كثّف قادة حركة “حسم” الموجودون بالخارج، وعلى رأسهم يحيى موسى، دعواتهم للعودة إلى العمل المسلح باعتباره وفق تصريحاتهم المتكررة السبيل الوحيد للإفراج عن قيادات الجماعة ومعتقليها من السجون.

في الوقت الذي تصاعدت فيه دعوات حسم الإرهابية، انتشر لها مقطع فيديو تحريضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي متوعدة الدولة بالعودة للنشاط المسلح بعنوان “سبيل المؤمنين: هذا هو الطريق”، تضمن مشاهد لتدريبات عسكرية لعناصرها على الأسلحة الرشاشة والقذائف، مرفقة بأناشيد.

حركة “حسم” الإرهابية

ونجحت وزارة الداخلية في إحباط مخطط لحركة “حسم” الإرهابية، حيث تمكن قطاع الأمن الوطني، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، من تحديد قيادات الحركة القائمين على هذا المخطط.

وقالت الداخلية في بيان لها اليوم الأحد: وردت معلومات تتضمن اضطلاع قيادات حركة “حسم” الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بدولة تركيا بالإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها، وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية، وذلك من خلال دفع أحد عناصر الحركة الهاربين بإحدى الدول الحدودية السابق تلقيه تدريبات عسكرية متطورة بها، للتسلل للبلاد بصورة غير شرعية لتنفيذ المخطط المشار إليه.

وتمت مداهمة وكر الإرهابيين المذكورين، الذين بادرا بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية في اتجاه القوات والمنطقة المحيطة بالعقار، مما دفعها للتعامل معهما، وقد أسفر تبادل إطلاق النار عن مصرعهما، واستشهاد أحد المواطنين، الذي تصادف مروره بمحل الواقعة، متأثرا بإصابته نتيجة إطلاق النار العشوائي من قبل العناصر الإرهابية، وكذلك إصابة ضابط من أفراد القوة أثناء محاولة إنقاذ المواطن.

وأكدت وزارة الداخلية استمرارها في التصدي لمخططات جماعة الإخوان الإرهابية والداعمين لها، التي تستهدف المساس بأمن واستقرار البلاد.