رغم الستار الحديدي الذي تفرضه كوريا الشمالية على الحياة الشخصية لزعيمها، فإن تقارير استخباراتية تحدثت عن متاعبه الصحية.
ويشير تقرير لصحيفة «ذا صن» البريطانية إلى أن الزعيم الكوري الشمالي يعيش صراعًا لم يعد خفيًا مع وزنه الذي كان سببا في اعتلال صحته، وربما يرافقه شبح الرحيل المبكر الذي أنهى حياة والده وجده.
وفيما يعيش ملايين الكوريين الشماليين في أوضاع مزرية من الفقر وسوء التغذية، ينشغل “القائد الأعلى” بمهمة شخصية لا تقل خطورة عن ملفاته النووية هي الوصول إلى عقار أوزيمبيك الشهير، المعروف بفاعليته في خفض الوزن وكبح الشهية.
وبحسب مصادر دبلوماسية واستخباراتية، فإن كيم “لا يدّخر مالاً ولا وسيلة” للحصول عليه، حتى لو تطلّب الأمر استخدام المواطنين كـ”فئران تجارب” لاختبار فاعلية العقار وسلامته أولاً.
الوزن الزائد يثقل الزعامة
وتظهر الصور الأخيرة لكيم – الذي لا يتجاوز طوله 170 سنتيمترًا – وقد استعاد الكيلوغرامات التي خسرها بعد ظهوره اللافت في 2021 بوزن أقل.
واليوم، يُقدّر وزنه بما يتجاوز 127 كغم، في مشهد أعاد القلق بشأن صحته، خاصة مع تاريخ عائلي حافل بأمراض القلب والسكري والنقرس.
لكن المفارقة أن هذه المخاوف الصحية ليست شأنًا خاصًا في كوريا الشمالية؛ بل قضية دولة تُدار من مكتب يُدعى “الأمانة الخاصة”، حيث يعمل نخبة من الدبلوماسيين والمبعوثين السريين حول العالم – خاصة في وسط أوروبا – لتأمين الأدوية، المعدات، بل وحتى الأطباء الأجانب، عند الحاجة.
الدواء أولاً… لكن ليس للزعيم مباشرة
اللافت أن كيم، المعروف بولعه بالاحتراز الأمني والتكتم المرضي، لا يتناول أي علاج قبل تجربته على مواطنين تم اختيارهم بعناية.
وتقول مصادر مطلعة إن فريقه يبحث عن أشخاص يشبهونه في البنية والمشاكل الصحية، لتجربة العقار ومراقبة التأثيرات الجانبية.
ففي دولة لا مكان فيها للشفافية، يصبح جسد المواطن العادي ميدان اختبار لصحة الحاكم.
وليس هذا بجديد على عائلة كيم، فوالده، الزعيم السابق كيم جونغ إيل، أمر في الماضي بحقن مساعديه بالمواد الأفيونية، حتى إذا أُصيب بالإدمان، خضع الجميع للعلاج الجماعي سويًا.
شهية لا تنطفئ في وطن جائع
وبحسب التقرير، فإن نمط حياة كيم المترف يتناقض مع ما يعيشه شعبه من حرمان.
ففي الوقت الذي تعاني فيه قرى كاملة من الجوع المزمن، يُقال إن كيم يتناول كميات مذهلة من الجبن السويسري الفاخر، ويشرب النبيذ الفرنسي بكميات خيالية – بحسب شهادة طاهٍ ياباني سابق عمل لدى العائلة الحاكمة.
وخلال قمة هانوي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أحضر معه فريقًا من الطهاة ومجموعة مختارة من الأطعمة المحظورة دوليًا مثل الكافيار، وسرطان البحر، وحساء زعانف القرش.
وتؤكد تقارير أنه لا يتناول طعامًا دون أن يتذوقه أحد مساعديه الذي يخضع للملاحظة لساعة.
أما مشروباته، فتصل إلى زجاجتين من الخمور، قد تكلّف ما يصل إلى 15 ألف جنيه استرليني، عدا عن الكميات الضخمة من المشروبات الكحولية المستوردة سرًا إلى نخبة بيونغ يانغ.
الوريثة تُطل… والزعيم يتراجع
في خلفية هذا المشهد الشخصي الصحي، تبرز ملامح التحول السياسي داخل النظام.
فقد أصبحت ابنته الصغيرة “جو-آي”، التي تُقدّر بعمر 12 أو 13 عامًا، وجهاً متكرراً في الفعاليات الرسمية، وخاصة التجارب الصاروخية.
وترتدي ملابس أكثر نضجًا، وتتحرك بثقة إلى جانب والدها، بل وتُقدَّم في الإعلام الرسمي بـ”الثمينة” و”المحبوبة”، ما يعزز تكهنات بأنها تُعدّ لوراثة الحكم.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز