قدّم الملياردير النيجيري أليكو دانغوتي أغنى رجل في أفريقيا، طلبًا لبدء العمل في ميناء بحري بالقرب من مصانع الأسمدة وتكرير النفط التابعة له، وذلك لتسهيل تصدير السلع – بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال – ودعم النمو السريع لإمبراطوريته الصناعية.
والمشروع الضخم الجديد يهدف إلى إنشاء أكبر وأعمق ميناء بحري في البلاد، بمنطقة “أولوكولا” في ولاية “أوغون” جنوب غرب نيجيريا، وذلك لتسهيل عملياته الصناعية المتنامية والتصدير إلى الخارج.
- تقدمت شركة أليكو دانغوتي بطلب لبدء العمل في ميناء بحري بالقرب من مصانع الأسمدة وتكرير النفط التابعة لها، وذلك لتسهيل تصدير السلع، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال
- سيربط الميناء الأطلسي المقترح في أولوكولا بولاية أوغون، العمليات اللوجستية والتصديرية للمجموعة، بالمنشآت المنافسة في لاغوس، العاصمة التجارية لنيجيريا
- تعتزم شركة دانغوتي تصدير الغاز المسال من لاغوس، وهو مشروع سيتضمن بناء خطوط أنابيب من منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط في نيجيريا، وفقًا لما ذكره ديفاكومار إدوين، نائب رئيس المجموعة
طلب رسمي لإنشاء الميناء
وتقدم دانغوتي بطلب رسمي إلى السلطات المحلية لبدء أعمال بناء الميناء قرب مجمع مصانعه لإنتاج الأسمدة وتكرير النفط. ويقع هذا المشروع المسمى بـ”ميناء أولوكولا الأطلسي” على بُعد نحو 100 كيلومتر من مجمعه الصناعي في “ليكي” قرب مدينة لاغوس، بحسب إذاعة “إر إف.إي” الفرنسية.
خلفية المشروع ودوافعه
حالياً، يُصدّر دانغوتي اليوريا والأسمدة عبر رصيف بحري خاص قام ببنائه ضمن منشآته الحالية، ويُستخدم أيضًا لنقل المعدات الثقيلة اللازمة لتشغيل المصفاة.
وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، فإن هذا المشروع الجديد يهدف إلى ربط عمليات دانغوتي اللوجستية والتصديرية بعمليات منافسيه في لاغوس، ما من شأنه تسهيل تصدير السلع، بما فيها الغاز الطبيعي المسال.
وذكر ديفاكوما إدوين، نائب رئيس مجموعة دانغوتي، أن المجموعة تخطط أيضًا لتصدير الغاز المسال انطلاقًا من لاغوس، وذلك من خلال إنشاء أنابيب لنقل الغاز من دلتا النيجر الغنية بالنفط إلى مواقع التصدير الساحلية.
دعم للنمو الصناعي وعودة إلى أولوكولا
وفقًا للتقرير، يُعد هذا المشروع نقلة استراتيجية تهدف إلى دعم النمو السريع لإمبراطورية دانغوتي الصناعية. وتم تقديم مستندات الترخيص الرسمية الخاصة به أواخر يونيو الماضي، مما يمثل نقطة الانطلاق الفعلية للمشروع.
ويتوقع أن يربط الميناء عند اكتماله بين عمليات النقل والتصدير الخاصة بتكتل دانغوتي الصناعي ومرافق أخرى في لاغوس، بما في ذلك ميناء ليكي العميق الذي تم تمويله من الصين وافتُتح عام 2023.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع يُعتبر عودةً لدانغوتي إلى الموقع ذاته الذي كان قد تخلى فيه سابقًا عن بناء المصفاة الكبرى ومصنع الأسمدة، وذلك بعد خلافات سابقة مع السلطات المحلية، تم حلها لاحقًا في ظل إدارة جديدة.
توسع في مشاريع الغاز والطاقة
كما كشف إدوين في تصريحات إعلامية أخرى أن دانغوتي يسعى إلى تنفيذ مشروع استراتيجي لنقل الغاز عبر نيجيريا إلى الساحل، بحيث ينافس شركة Nigeria LNG المحدودة، وهي مشروع مشترك بين الحكومة النيجيرية وشركات مثل Shell وEni وTotalEnergies وتُعد اليوم أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في القارة الأفريقية.
وقال إدوين: “نحن نعلم أين توجد احتياطيات الغاز، لذا دعونا نبني أنبوباً يعبر البلاد ويوصله إلى الساحل.”
بنية تحتية متكاملة وشبكة لوجستية
دانغوتي يعتمد بالفعل على الغاز الطبيعي من دلتا النيجر لتشغيل مصنع الأسمدة التابع له، حيث يُستخدم الغاز كمادة أولية لإنتاج الهيدروجين اللازم لصناعة الأمونيا، وهو مركب أساسي في صناعة المغذيات الزراعية.
كما يخطط الملياردير النيجيري لبدء توزيع الوقود مباشرة إلى تجار التجزئة في نيجيريا اعتبارًا من أغسطس المقبل، باستخدام أسطول يضم 4000 شاحنة مخصصة لنقل البنزين. هذه المبادرة أثارت انتقادات من بعض الجهات التي تتهمه بالسعي إلى احتكار سوق النفط في نيجيريا، وهي اتهامات نفى دانغوتي صحتها مرارًا.
ثروة وأثر اقتصادي
بحسب مؤشر المليارديرات الصادر عن بلومبيرغ، تُقدّر ثروة أليكو دانغوتي بنحو 27.8 مليار دولار، ويُعتبر من أبرز رجال الأعمال في أفريقيا، حيث يمتلك مصانع للأسمنت والسكر والأسمدة في عدة دول أفريقية، وهو لاعب رئيسي في قطاعي الطاقة والصناعة.
ويمثل مشروع ميناء أولوكولا خطوة جديدة في مسار دانغوتي الطموح نحو إعادة تشكيل خريطة البنية التحتية الاقتصادية واللوجستية في نيجيريا، عبر مشاريع مترابطة تضمن له السيطرة على سلاسل الإنتاج والنقل والتصدير. وإذا كُتب لهذا المشروع النجاح، فقد يتحول إلى نقطة تحول في اقتصاد غرب إفريقيا بأكمله.
aXA6IDUxLjkxLjIyNC4xNDQg
جزيرة ام اند امز
